قراءة أولية في قصيدة (ياقدس) للشاعر الأستاذ عبدالرحيم جداية (العلاقة بين الخيال ووحدة العمل الفني)

قراءة أولية في قصيدة (ياقدس) للشاعر الأستاذ عبدالرحيم جداية (العلاقة بين الخيال ووحدة العمل الفني)

جاءت الصور الشعرية الفنية في قصيدة (يا قدس) من ديوان (ما لون الوقت)، عوالم تذوب فيها ظواهر الأشياء الشكلية المحددة لتنقلب أوضاعاً فكرية وروحية لا يمكن تحديدها أو تقييد حريتها، وبهذا لا يبقى الشعر زخرفاً جميلاً وانما يتحول الى تلوين داخلي عميق يستثير الكلمة والصورة والايقاع الشعري، ويبرز ذلك في قول الشاعر عبد الرحيم:

يا قدس فيك مفاتح الأيام مذ عبرت لنا
تلك السنون صبابة
تحكي ارتحال الحزن في الاحداق
وانا عيوني ملها صوم اللقا
اذ ملت العينان دربا ما درى
ان الجبال تقزمت في خدرها وبخدرها
كل القلائد أعلنت ميثاقها
يا رب "ان القدس في الاعناق"

وتظهر في أبيات القصيدة جمالية خاصة تبين العلاقة بين الخيال ووحدة العمل الفني، وتؤكد على الترابط السببي بينهما، وتبرز الخيال الانتاجي الذي يتجاوز عمل الخيال العام الى خلق صور ممكنة في نفس وفكر الشاعر حين قال :

غبنا وغابت انجم
يا قدس طل الشوق في الاشواق
انت المليحة يا مليحة اقبلي
من كل جيد تنتضي اطواقي

فخيال الشاعر قوة حرة تقوم بالمقارنة والتركيب وتربط الصور والمتناقضات، وتخلق الجو والنغم وتجعل الادراك الانساني ممكنا مع الارادة الوجدانية الواعية.

والشعر الناتج عن ملكة الخيال هو الشعر الذي تتوافر له عناصر الابداع الفني، ويبدو ذلك جلياً من خلال عبقرية الشاعر التي تظهر في الجمع والموازنة بين ملكتي الخيال والواقع، فالواقع ضروري للمعرفة الانسانية والخيال يهذب ويشذب الفكر ويسعى لاعادة الخلق والتكوين من جديد، والشاعر عبدالرحيم لم يفصل بين هذه الملكات بل وظفها ليوضح بها فكرته، وآمن بوظيفتها المشتركة وآية ذلك حين قال:

فالقلب يرفع للإله أكفه
والعين ترمي العين للإطراق
عيناك في كل الفصول تبسمت
وتمردت..........

فالمخيلة عند الشاعر هي الملكة الخلاقة بل هي الملكة التي تتربع على عرش القدرات البشرية، والفن النابع من الخيال الخلاق يعلو على الطبيعة.

كما أن أبيات قصيدة(يا قدس) خاطبت الروح والحس على السواء فهما كينونة واحدة لا تنفصل والعلاقات المتشابكة بين المضمون الفكري للعمل وفقرات العمل الفني كافةالموضوع،الانشاء،اللغة،الايقاع الشعري) لعبت دوراً كبيراً في التأثير العاطفي على مضمون العمل الفكري، وكشفت عن مغزى العمل، واستعرضت بنائية العمل الفني لدى الشاعر .

ويبرز في القصيدة توازن الدوافع لدى الشاعر وكيفية إحالته للدوافع المنفصلة الى استجابات جمالية تنشط التفكير وتثير الوجدان والمشاعر، وتعكس البنية الفنية المتحدة، والصور النامية في القصيدة إذ يؤدي بعضها الى بعض ويسببه صورة تولد اخرى وتشكل علاقات فكرية وعاطفية، ونرى ذلك في قول الشاعر:

يا قدس انت حكايتي
وبدايتي ونهايتي
حين التفت اضم طيفك علني
اغفو قليلاً علني
ولعلني
ارتاح من تعب المسير مكبلاً
ولعلني ارتاح من ارهاقي

وقد جاءت الابيات السابقة لتؤكد ان عقل الشاعر وعاء يستقبل ويخزن عدد لا نهاية له من المشاعر الوجدانية والعبارات والصور الفنية التي تبقى حية حين تتواجد الجزيئات التي تتحد لتكون مركباً جديداً فتبرز جمالية الخيال و الوحدة الفنية التي نظمت من خلالها هذه القصيدة لان انسجام أبيات القصيدة أعم من اتساقها لانه يبين العلاقات الخفية التي تنظم النص وتؤلفه.
وتتعاقب الافعال التي تصور الجمال النامي في صورة الحركة وتبلغ النشوة اقصاها في الصورة الشعرية القائمة على جمالية الحركة:

( عيناك في كل الفصول تبسمت)

مما سبق يتضح لنا أن هذه القصيددة قامت على ترابط الخيال مع الوحدة الفنية من خلال الترتيب الداخلي للحقائق الشعرية والافكار التي تصور الوضع النفسي والادراك الشعوري المتجذر في نفس شاعرنا الذي سيطر على القصيدة من أولها الى آخرها في شكل متكامل.
تحياتي سلمى..

الرائعة المبدعة سلمى النجار

أدهشني ما قرات من روعة التحليل لقصيدة يا قدس من ديوان ما لون الوقت
واحتفلت مع نفسي بقراءة نصك المبدع الذي تفوق على النص الشعري
فأنضجه وأعاد تشيله مبينا الوعاء الفكري والخيال مع الشكل الأدبي
لينضج النص في خيال المتلقي

ولا أخفيك سرا إن قلت لك أنك أنضجت النص في نفسي فاصبح مقربا

شكرا لك إن كانت كلمات الشكر كافية

سلمى النجار

مهلا على عيون القلب بصري وبصيرتي على كسل تمشي وراءك
سأقول للنحل أن يرتب أزهار الحدائق فأنت قادمة وعلى الطبيعة الآن أن تحنفل
بصياغة الجمال على يديك ثانية
كنت أشرب من شاعرنا عبدالرحيم عذوبة الماء في قصيدته
أما الآن أعطيتني مكانا للتأمل على شاطيء البحر
شكرا لك

المبدع الاستاذ القدير عبدالرحيم جداية:

كلما اقرأ قصيدة(يا قدس) اقف اجلالاً لجمال كلماتها وصياغتها وتراكيبها ومعانيها ورسالتها السامية، اقف تقديرا لقيمها الجمالية والفنية والوجدانية والانسانية .

واعذرني على هذه القراءة المتواضعة جدا التي لم تستطع ان تحتكر او تصور لحظة من لحظات ابداع وتجليات القصيدة وترسم لنا علائقها الفنية والجمالية كما صورتها يا استاذ عبدالرحيم فهذه القصيدة تملك قوة حيوية تجعل الخيال ممكنا فكل سطر في هذه القصيدة يجذبك للسطر التالي وكل لفظة تنجب اللفظة التي تليها.

فشكرا لك يا استاذ فقد ادهشتنا في تنويعاتك بالمواقف والخيالات المتراكمة في القصيدة ...

دمت بخير
تقبل تحياتي

سلمى النجار

شهادتك أعتز بها لأني أعتز بك أيتها المبدعة

استاذ انور:

اشكرك على هذا الرد الطيب..

وكما تفضلت سابقاً شربنا من نبع القصيدة، وذلك لانها تقترب من الحياة الحقيقة التي تشكل مزيجاً مضطرباً من الاشياء والفن الشعري بالمثل يكون مزيجاً من الاشياء، فكما نرى قام شاعرنا بتجميع مشاهد الحياة المضطربة المؤلمة في صورة موحدة مؤتلفة(صورة القدس) مما زاد القصيدة سحراً وجمالاً ، وتمكن من ان يخلق من التعدد وحدة ويدعمه بالخيال الخلاق محققاً التوازن والانسجام بين ابيات القصيدة ضمن عملية الخلق الفني.
اتشرف بمرورك لمتابعة قلمي المتواضع....

دمت بخير
تحياتي وتقديري

ابو المجد:

اشكر لك مرورك الكريم وردك الجميل...

شكرا لك على كلامك، وأنا اشعر انني مقصرة ولم أوفي القصيدة حقها فإذا نظرت مرة أخرى إلى جملة القصيدة في ترتيبها وتركيبها، وتناسق معانيها وتوافقها، وجمال صورها وموضوعها –القدس- وشفافيتها أتيقن اني لم أوفيها قدرها، فشاعرنا أجهد نفسه في عملية الخلق الشعري لتكون القصيدة منسجمة في ترتيبها تحاكي مظاهر الحياة من فكر وشعور وحركة وإرادة .

دمت بخير
تحياتي وتقديري

استاذي الفاضل :فتحي العزام

تحية طيبة لك...

واشكرك على جمال القول والتعبير واقتبس من ردك:

((يا قدس
احـد الـشـواهـد عـلـى هـذه الـحـقـيـقـه ،
فـهـي قـصـيـدة لاتـرتـجـف لـهـا الـعـواطـف
أو تـسـتـرخـي مـعـهـا الـمـشـاعـر قـبـل أن تـتـفـلّـتـر
فـي مـصـفـاة الـعـقـل ثـم تـنـصـب مـنـسـابـه فـي شـريـان الـقـلـب
لـتـسـتـوطـن فـي زاويـا الـخـلـود بـبـديـع الـشـعـر وبـلاغـتـه)).


استاذ فتحي صدقت القول، و كما ترى جاءت قصيدة (يا قدس) برباط مميز ضم التجربة والصور والانفعالات والالفاظ في وشاح خفي أثيري فتكاملت ابيات القصيدة ودبت فيها الحياة، فشاعرنا عرض لنا ابيات القصيدة عرضاً جميلاً وصاغها صياغة محكمة فاتجهت الصور الخيالية في القصيدة اتجاهاً موحداً مما زاد وحدة القصيدة حركة وتماسكاً فأضفى عليها رونقاً خاصاً .

ومما أبهرني في القصيدة التطور الكيفي للشكل الشعري لدى الشاعر عبدالرحيم، والذي برز في تنقل شعوره في ابيات القصيدة من حالة الى حالة و تنقله من فكرة الى فكرة ، وكذلك جمال التخيل الذي يظهر الصلات بين الاشياء والحقائق.

سعدت بمرورك

صانك الله .. وصان قلمك

ودام هذا التوهج الذي يسكنك ممتد الافاق..

مع خالص احترامي وتقديري لك

سلمى النجار

التجارب تنمو من خلال النقاش وقد اضاف نقاشك على التعليقات جمل نقدية قيمة كما أضافت القراءات لأدباء منتدى جوهرة الشرق جمل ورؤى نقدية جديدة

هل يمكن للتجريب أن يعمل باضافة الجديد إلى المقالة النقدية كما تم في معادن الناس

وشكرا لك

استاذ عبدالرحيم :

شكرا لك...

واتمنى ان يؤدي التجريب الى اضافة الجديد الذي سيتحقق ان شاءالله بمشاركة ادباء ومبدعي منتدنا الادبي القيم ـ واتمنى ان اشاهد منهم اختلاف ضروب الابداع في فنون الادب والكلام والمعاني كما عهدناهم دوماً فهم محرك التجديد.

دمت بخير
تحياتي وتقديري

المتميزة دوماً جوريا:

مرورك العطر دائما يسعدنى ..

وقصيدة يا قدس توصلنا الى جوهر العمل الفني الذي تسلكه الصورة الفنية وهي بعث قيم الصبر والتحدي والجمال والخير في الحياة انها طريقة مباشرة في ادراك جمالبات الحياة التي تتشكل امامنا بأكثر من طريقة قد تكون التضحية او الصبر او التحدي القادر على استنفار كوامن النفس.


تحياتي لك
دمت بود






كل الود والاحترام

الاستاذ محمد العمري:

مرحبا بك وشكرا لهذا التقدير والكلمات الراقية
التي تخرج من فكر مفكر مبدع كشخصك الكريم...
تحية تليق بحضورك ومداد قلمك المتوهج ...

قصيدة يا قدس أثارت الصور المجسمة في الاذهان واثارت جوانب ظلام اللاشعور ومهدت لنا السبيل للتمني والسعي لتحويل الاماني الى افعال لذلك جاءت بلغة انفعالية ووحدة تركيبية لتعبر عن الواقع.


دمت في حفظ رب السماء

تحياتي وتقديري

سلمى النجار

شكرا لك على نقد النقد
فانت تجددين النقد في كل رد لزميل أو زميلة في صفحات مندى الشرق

دمت لنا مبدعة رائعة

استاذ عبدالرحيم :

شكرا لك على هذه القصيدة وانا مدركة تماماً ان كلمة شكرا لابداعك لهذه الرائعة لن تفيك حقك....ورغم ذلك الف شكر..

واسمح لي ان اقول لك ..ما اجمل هذه القصيدة التي قامت على جمال التشبيه في الصورة الشعرية وعلى الإشارات والإيحاءات والرموز التي تغوص في المعاني السامية وتعمقها في نفس المتلقي فكانت بمثابة قوة فاعلة اعطت الشعر خصبه وحيويته.


دمت بخير
تحياتي وتقديري

]زهرتنا المبدعة: جوريا

تحية لنورك الذي اضاء المكان..

كرمتني بحضورك اللطيف...



صدقت فقد استطاع شاعرنا ببراعته ان يطوع اللغة ويظهر جماليات

النص الشعري وتماسكه وايقاعاته الخاصة التي تشحذ الذهن وتستنهض

الهمة بلغة حية متحركة تثير الدواخل وتحرك المشاعر ترفض

السكون والضبابية تضج بالحياة وتعمق المعاني السامية في

الضمير.



شكرا على مرورك أيتها الرائعة سعدت بكلامك

دمت بخير

تحياتي وتقديري

استاذ فتحي:

جزيل الشكر لشخصك الكريم ولقلمك الذي يفيض

بالادب والفكر الراقي وصدقاً اعتز برأيك ايما اعتزاز

وشكرا على هذه الكلمات النبيلة ويكفيني انها

من تأتي شخص مبدع كحضرتك..



غمرتني بنبل اخلاقك



دمت بخير

تحياتي وتقديري

المبدعة سلمى
أشرقت كلماتك بحروفها الذهبية لتعانق حبات اللؤلؤ التي نظمها شاعر الروائع عبد الرحيم جداية في قصيدته الرائعة ياقدس تلك القصيدة التي خلجت الى قلوب عاشت النوى لتحكي لها حكاية عشق أزلية عاشها الشاعر مع معشوقته القدس التي كانت هي بدايته و كانت حكايته ونهايته حيث ما التفت ضم طيفها عله يرتاح من تعب المسير .
المشرقة دوما سلمى
لا شك في أن مثل هذه القراءات تعود بمردود طيب على القصيدة وهذا ما أكده شاعرنا الكبير بتواضعه المعتاد اذ خاطبك قائلا :

"ولا أخفيك سرا إن قلت لك أنك أنضجت النص في نفسي فاصبح مقربا"

لكما كل التقدير

المبدعة شهرزاد العربي:

ملأت كل الصــــفحات البـــــيضاء بـــــكلامك الــــبديع حيرتني
ادهشتني تمنيت ان اكون بحـــــجم مــــــا اسقطــــــــت حروفك
من ارواق نقية زينت وجه قراءتي البسيـــــطة جلــــت رموزها
انسابت مع خطوطها رأت فيها كل شيء سمـــــعتها تـــــــمردت
على اصداء السكون اختلطت مع زواياهـــــا اشرعت امـــــامها
النوافذ وسعت لها الساحات احاطتها بظلال اغصانها الهادئــــــة
المتجذرة في ذاكرتك الالقة..شهرزاد اطلقت روحي جعلتــــــها
ترف في فضاء قلمك صافحتي ذاكرتي لفح نداك وجه مـــــدادي
الحائر..

عزيزتي قصيدة الشاعر الاستاذ عبدالرحيـــــــم جداية "يا قدس"
اقتربت منا تسللت معانيها الى دواخلنا اخذتنا الى عالمها التحفنا
اشعتها الدافئة اذابت كل الحواجز مسحت دموع القدس رنمتها
بكلماتها الخاصة فكشفت لنا خفايا نفوسنا وهزتنا..

دامت اطلالة روحك المذهلة
خالص مودتي واحترامي

سلمى النجار
تحليل رائع جدا
وقصيدة مميزة وجميلة للشاعر
الرائع عبدالرحيم جداية
تسلم ايديك
دمت بود
ندوشششششش